ما رأيك فى أشعار المدونة ( الرجاء الابتعاد عن الألفاظ النابية )

المتابعون

حسنـــــــــــــــــــــاء



حسنـــــــــــاء

حسنـاءُ فـى ثوبِ الشَّبـابِ تألَّقـتْ وحيـاؤهـا سِـترٌ رفيـعٌ يمنـــــــــعُ

كالبدرِ فـى الظَّلْمـاءِ هَلَّ بنـــورهِ كالشَّمسِ مـن شرقِ البسِيطةِ تَسطعُ

مرَّتْ وكُنْتُ معَ الشَّـريكِ مُحـدِّثـا فـى بعضِ أموالٍ نَعُــدُّ ونجمــــــــعُ

والمـالُ عندَ النَّـاسِ صُلبُ حياتِهــمْ وأمامَـهُ القفـرُ البلاقـعُ تَرجِـــــــعُ

فوقفـتُ إجـلالاً وطـالـتْ نظرتِـى والعقـلُ منبهـرٌ يقـومُ ويركــــــــــعُ

أمَّـا الصَّديقُ يَعُــدُّ فـى صوتٍ عَلا لكنَّنـى لحديثـــهِ لا أسمـــــــــــــعُ

قـدْ غابَ عقلى عندمـا أبصرْتُهــا فالشَّمسُ مسكنُهـا السَّمـا لا الشَّارعُ

فتَبِعْتُهـا لا مـن قريــبٍ إنَّنِــى أخشَى المُلامـةَ فالمُلامـةُ تلســـــــــــــعُ

قـدْ كُنْتُ أرجـو أنْ أُعاينَ أصلَهــا فالعِرقُ دسَّـاسٌ وحتمـاً يخـــــــــدعُ

فلبثـتُ أيامـاً أُراقِــبُ حالهَـــا حتى عَلمْـتُ الحــقَّ لا يتزعـــــــــــزعُ

لمَّـا دَنوتُ من النِّهـايـةِ راعَنِــى كهـلٌ نحيـفٌ موتُــهُ يُتوقَّــــــــــــــــعُ

تسعَى عليـه مـن الصَّبـاحِ بهمَّــةٍ والليـلَ ترعـاهُ وليسـتْ تهجـــــــــعُ

كمْ من عظـيمٍ بـاتَ يطلبُ ودَّهــا كم مـن عيونٍ بعـدَ ردٍّ تدمــــــــــــعُ

قـدْ أظهرتْ للخاطبـينَ تزهُّـــداً والنَّفسُ فـى طلبِ الطَّبيعـةِ تَطــــــمـعُ

لكنَّهـا عَفَّــتْ لطِيــبِ نباتِهــا والنَّبــتُ إنْ أحسنْتَـهُ يترعـــــــــــــــرعُ

فلوالدٍ وهبـتْ خُلاصـةَ عُمرِهَــا خضعـتْ لـهُ ولغـيرهِ لا تخضــــــــعُ

فسألْتُ عنهـا مُشفِقــاً متعجِّبــاً معَ أنِّـى أبصرْتُ الإجابـةَ تُصـــــــنـعُ

لمْ ألْـقَ إلا المـدحَ يرفــعُ شأنَهــا كلُّ القرائنِ بالحقيقــةِ تصـــــــــــدعُ

ورغبـتُ أنْ أحظـى بزهـرةِ قلبِهـا فخرجتُ للبيـتِ المُنـزَّهِ أهـــــــرعُ

وبسطـتُ أوراقَ اعتمـادِى كُلَّهــا ووعـدتُ أنْ أرعـى الجميـعَ وأزرعُ

وأخذتُ أعرضُ مَطلبِـى مُتأدِّبـــاً أطرِى وأمــدحُ بالقريضِ وأُـــــبــدعُ

فأجـابَ والدُهَــا وأبدى رغبــةً أمْهلْنَــا فالشُّورَى غِراسٌ تنفــــــــــــعُ

فلقدْ عَهدْتُ إلـى البُنيَّـةِ أمرهَـــا والرأى منهــا راجحٌ لا يطــــــــــمــعُ

لكنَّنِـى سأبــثُّ رأيَكَ شافعـــاً فلربَّمـا بعـدَ التحاورِ ترجـــــــــــــــــــعٌ

وألحَّ والدُهــا عليهــا راجيـــاً ووساطـةُ الأبُّ المُكـرَّمُ تشفـــــــــــــــعُ

أَبُنيَّـةُ الأعمـارُ يُقضَـى نَحبُهـــا وأُريدُ أفراحـاً بعــزٍّ تُرفــــــــــــــــــعُ

فتبسَّمــتْ وهىَ الجميلةُ طلعــةً والقلبُ مشغولٌ بفكرٍ يَقطـــــــــــــــــعُ

أبتـاهُ أنـتَ الأبُّ والزَّوجُ معـــاً إنَّ الزَّواجَ أمـامَ حُبِّكَ يُصــــــــــــــرعُ

إنى لأخشى أنْ تُصيبَـكَ شوكــةٌ مـا بالُ زوجٌ للبُنيَّــةِ يَنــــــــــــــــزِعُ

أبتــاهُ لم أتــركْ جِوارَكَ ليلـــةً بجِوارُ غيـركَ لنَ يطيبَ المخـــــــــدعُ

باللهِ هــذا الأمـرُ قــدْ أنهيتُــهُ لا تركنَنَّ لطالـبٍ يتضــــــــــــــــــــــرَّعُ

فعلمتُ أنِّـى لنْ أنـالَ ودادَهـــا ورجعتُ محزونـاً ونفسِـى تجــــــــــزعُ

لكنَّهـا حفــرتْ بقلبـى صـورةً كُلُّ الحِسـانِ أمامَهــا تتصـــــــــــــــــدَّعُ

ضختْ دِمـاءَ الحُبِّ فـى قلبٍ جفـا جعلتْهُ ريَّـانـاً بحـبٍّ يَتْــــــــــــــرَعُ

يا حَبَّـذا الأخـلاقُ يعلـو شأنُهــا نِعمَ الوفــاءُ من الجميلةِ يَنبــــــــــــــــعُ


ربيع المهدى

الصغــــــــــــــــيرة


الصّغــــــــــــيرة


ضمَّتْ إلـى صدرٍ صغـيرٍ عمـرُهُ كرَّاسـةً كشفتْ حيــاءً يُورقُ

وأمالتِ الوجـهَ اللطيفَ وأسرعتْ خجلاً وقلبِـى واجـلٌ يَتحـرَّقُ

قدْ زاد فِرطُ الشوقِ فـى نبضاتـهِ أتُحبُّنِـى ؟ يا ليتَ قلبى يصـدقُ

أنفقتُ وقتى كُلُّـهُ فـى حُبِّهــا هَلاَّ بغِـرٍّ عاشــقٍ تترفَّـــقُ

مَلكتْ حياتـى طفلـةٌ بدلالِهــا قلبـى بحُـبِّ صغـيرةٍ يتعلَّــقُ

وتَدلُّلُ الحسنـاءِ يُسْعِـدُ قَلبهَــا أمَّا أنـا فمـن التَّدلُّلِ أشهــقُ

قـدْ قطَّعتْ بالصمتِ كُلَّ حبائلـى وإذا اختلَتْ فى حُلمِ وصلٍ تغرقُ

حتى الرَّسائلِ قدْ نظمتُ حُروفَهـا فلعلَّهـا بكتابـةٍ لِـى تَنطِــقُ

لكنَّهـا عن رسـمِ قولٍ حرفُــهُ حـاءٌ وبـاءٌ رسمُهـا لا يُطْلَـقُ

إنَّ التَّمنُّعَ للصَّغــيرةِ حِصْنُهــا مثلُ الصَّلاةِ لهـا المُتيَّـمُ يعشـقُ

تَكفيِنى من تلك الجميلةِ بسمــةٌ والوجهُ كالشَّمسِ الصَّبيحةِ يُشرقُ

وتَورُّدٌ كالزَّهـرِ فوقَ خُدودهــا وجدائلُ الذّهبِ السبيكِ تُنسَّـقُ

والعينُ تَنظـرُ خفيـةً فـى خفيـةٍ وأمـامَ وَصْلِى كُلُّ بـابٍ يُغلـقُ

تَحكى الودادَ وتَكشفُ أسرارهـا لرفيقـةٍ والصمتُ لِى هو أسبـقُ

ضنَّتْ علىَّ وقـدْ غدوتُ بحبهــا وكأنِّـى بينَ الوالهـينَ الأحمـقُ

معَ أنِّـى أسمـعُ قلبَهـا لِى يهمسُ اجْعلْهُ لِـى ربِّـى فأنـت الرَّازِقُ

والصمتُ منهـا قـدْ تطاولَ عمرُهُ والصمتُ مِمَّنْ تشتهيهِ لأخــرقُ

إنِّـى رضِيتُ من الفتـاةِ تثاقُــلاً والبُخـلُ من محبوبةٍ لنـا أليــقُ

واللـهِ ما زانَ الفتـاةَ وجمَّــلَ مثلَ الحيــاءِ لعاشـقٍ لا يعتـقُ


ربيع المهدى