ما رأيك فى أشعار المدونة ( الرجاء الابتعاد عن الألفاظ النابية )

المتابعون


المجذوب

شيخٌ يجوب

بين المبانى هائمًتا نحو الغروبْ

يرجو النهايةَ رحمةً من موطنٍ يبدو غضوبْ

بعضُ السوادِ برأسهِ مُتعلِّقٌ

والباقى من فَقْدِ الصِّبـا مقلوبْ

أثوابُهُ رثَّتْ ... حشراتُها غثَّتْ ... وتنافرتْ أجزاؤهـا

وتجاورتْ فيها المداخلُ والجيوبْ

تبدو البلاهةُ ثوبَهُ .. أتضرُّهُ ؟

أتُراهُ يعرفُ حالَهُ ؟

ماذا يجولُ ببالهِ ؟

إنَّا نراه لما به مجذوبْ

مصَّ الاصابعَ لاهيًـا

سالَ اللعابُ مُجافيا

ألقى الطعام فقد بدا فى عُرفهِ معيوبْ

جعل الطريق فراشه

والساقُ تعلو أختها

والتّبغُ أظهر فى اليدين ندوب

مُتبسّمٌ مُتجهِّمٌ ... هادى ال السّكينة هائجٌ ..

وبلا نذيرٍ يفزعُ ويثوبْ

تلهو به الأطفالُ عندَ فراغهـا

يا ويحَ قلبى دميةٌ ملعوبْ

الدّمعُ خطّطَ وجههُ ... والهمُّ يرسمُ حظَّهُ

والرأس صارَ مُصدَّعًـا معصوبْ

إنّا نراهُ كما بدا فى عُرفنـا

أيرانا حقًّـا ؟

كيف نبدو نحوه ؟

أين المشاعر ؟

هل يحسُّ كحسِّنـا ؟

أم قلبُهث مُتغيِّبٌ محجوبْ

سكنَ الشوارعَ بعدَ عزٍٍٍٍٍٍٍٍّ

وتوسَّد الأحجارَ بعد نمارقٍ مرعوبْ

يُحزنه أن الكلب يُبدى فرحة

والقط يسكن شقةً

أمّا هو .. أين هو ؟

فى غمِّهِ مكروبْ

فى الغربِ يلقى الكلبُ كلَّ رعايةٍ

والعطفُ فى أرضِ النبوة والهدى منهوبْ

شيخٌ يجوب

يغزو الطريق بسرعةٍ

ويصيحُ فى ألمٍ علاهُ غضوب

هيّا عبادَ الله واحذروا الملعوب

تجرى الحياة إلى الممات

وكل ما فوق الثرى مغلوب

إنّا لنقتلُ عمرنا

وإذا افقنا فقد أتى المكتوب

إهدارُ عمرك ضيعةٌ .. أولست فى إهدارها مجذوب

من إذن مجذوب

ربيع المهدى